الدور البارز لقبيلة الركيبات في مقاومة الاحتلال الفرنسي و الاسباني

إن شهادة كهذه لا يمكن أن تستوعب بطولات و أمجاد قبيلة من عسار الركيبات التي حملت مشعل الجهاد في مواجهة الاستعمار الفرنسي و الاسباني و لقنتهم دروسا في البطولة و الشهامة, لكن رغم ذلك سنحاول أن نتطرق وبما يسمح بح الحيز, لأهم المحطات التاريخية التي ميزت هذه المقاومة.
  • المرحلة الأولى: الركيبات و مقاومة الإستعمار الفرنسي:
إن المعارك التي خاضتها قبيلة الركيبات ضد الإستعمار الفرنسي كثيرة وقد كانوا دائما هم السباقين الى الهجوم على النصارى أينما كانوا طلبا للجهاد في سبيل الله و دفاعا عن كرامة هذا الوطن. وانطلاق هده العملية سيبدأ مع الهجوم على المنطقة لكويشيش سنة 1905 الواقعة بناحية نواكشوط,
حيث ستخلف هذه الصنكة خسائر فادحة في صفوف الجيش الفرنسي و قد غنم الركيبات خلالها غنائم كثيرة.
وبما ان قبيلة الركيبات تنقسم إلى اركيب القاف و اركيب الكاف وفان فرقة القسم الأول كان يترأسها البلال ولد أحمد الكيحل في حين كان يتزعم فرقة القسم الثاني محمد الخليل.



وفي سنة 1908 وردت أخبار عن قبيلة الركيبات مفادها أن هناك صنكتين بأرض مالي و بالضبط بناحية تمبكتو بموقع يدعى "الكطارة" فهجموا عليها و قتلوا عددا كبيرا من النصارى و غنموا الكثير من الإبل و الأسلحة منها 800 مدفع ما بين الرباعية و الأزرق.
وفي عام 1909تم الهجوم على صنكة بمنطقة اسمها "احميم" وتقع بين أطار و نواكشوط نواديبو و قد قاد هجوم الركيبات محمد سالم ولد محمد الدخيل. وأمام هذه الهزائم المتتالية للجيش الفرنسي حاول قائده و يدعى"جيرار" تنظيم مسيرة عسكرية للساقية الحمراء (السمارة) في محاولة يائسة للقضاء على قبيلة الركيبات, وقد حشد لذلك جيشا ضخما يضم الى جانب الفرنسيين أفراد من أولاد غيلان, و أدرار, وأهل تكانت,و إدا واعيش, ومن أهل الكبلة الترارزة بأميرها محمد الحبيب ومن السودان الصنادرة. وعند وصول القائد الفرنسي للسمارة قام بقصف قبة الزاوية التي كانت خالية باسستثناء وجود "عبد" بها يدعى المبروك و الذي تم أسره مع تلميذ يسمى محمد نافع ولد أحمدناه, الذي فر لإخبار الركيبات بالوجود الفرنسي بالمنطقة وقد وجد رجال القبيلة في موسم حصاد المحصول فحاولت فرقة من الجيش الفرنسي تقصي آثار التلميذ فتصدت الركيبات لهذه الفرقة مما دفعهم الى الفرار الى منطقة الكليب, وطاردتهم قبيلة الركيبات و حاول القائد جيرار إغاثة فرقته لكن الركيبات رجعوا إلى منطقة الريشة الواقعة شمال لكليب. تم تبادل النار واستمرت المعركة ثلاثة أيام كاملة و في اليوم الأول قام فيه رجل من أفراد القبيلة يدعى حمدي ولد سيدي مولود وهو رجل تقي و حافظ لكتاب الله فأذن و أقيمت الصلاة و كانت فرصة مواتيه للنصارى, فهاجموا الركيبات و قتلوا منهم 25 فردا وقد كان النصارى يملكون مدافع متطورة, لكن المعركة ستشتد بعد الصلاة حيث تمكنت قبيلة الركيبات من هزم الجيش الفرنسي بل و قتل قائده و العديد من أعوانه و غنم الكثير من الأسلحة و العتاد.
ولم تنته المواجهة بين الجانبين بقتل القاتد الفرنسي جيرار بل تواصلت لتشمل معارك أخرى نذكر من بينها.
صنكة ودان سنة 1913 بموريطانيا و طنكة أباندي شرق موريطانيا و غزي دنك سنة 1919, و غزي حاسي تكانت سنة 1919 غزي البراميل بأدرار تكانت سنة 1925, غزي أطريفيات الواقعة بين أطار و الزويرات سنة 1925, صنكة توجونين الموجودة بين أطار و أفديريك بموريطانيا سنة 1930, وصنكة أكجوجت و صنكة إمطلان و صنكة التونسي و صنكة الزويزل و صنكة البيار البيض و صنكة الحفرة الأولى و صنكة الحفرة الثانية و صنكة الكيدرية و صنكة ألوس و صنكة الفرفاريات و صنكة تكلكلت وصنكة لمغالك و صنكة العاكر و صنكة أوادي و صنكة تكانت و صنكة تشيت و صنكة ام اغوابة نواحي تكانت تومبوكتو و صنكة الطارية و صنكة أم ارجيمات و صنكة المالحة و صنكة الحوض و صنكة أكديم أتيل و صنكة تورين و صنكة اغريجيت و صنكة بيركيني و صنكة اغسرمت و صنكة ميجك.
وبصفة عامة فقد هاجم الركيبات ما يربو على 55 مركزا للقوات الفرنسية حيث استشهد العديد من أفرادها لكن كبدت النصارى و أعوانهم خسائر كبيرة في الارواح و العتاد حيث غنموا العديد من الأسلحة و الإبل و غيرها.
وأخيرا إلى جانب هذه المعارك لا ننسى الدور البارز لقبيلة الركيبات في المعركة الشهيرة أكوفيون سنة 1958 التي تحالف فيها الجيشان الفرنسي و الإسباني ضد المقاومة المغربية.
و من أفراد قبيلة الركيبات الذين شاركوا في صفوف جيش التحرير نذكر على سبيل المثال و ليس الحصر الأسماء التالية:
أبا الشيخ ولد السالك ولد أبا علي و حبوها ولد لعبيد و البلال ولد هدى و اعلي بويا ولد ميارة و محمد ولد بشرى ولد الجماني و محمود ولد بلا و دحان ولد فراجي و بوزيد ولد بوي و سلمى ولد سيدي مولود و مولاي ولد الداه و محمد عالي ولد سيدي البشير و محمد ولد ادخيل و الحافظ ولد علي ولد احميمي و ابراهيم ولد.
وسظهر من خلال ما سبق الدور الفعال لقبيلة الركيبات في مؤازرة جيش التحرير ثم مواجهة الإستعماؤ الفرنسي و الإسباني و إن ما يجسد التلاحم القائم بين العرش و الركيبات هو إقدامصاحب الجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله تراه على بعث رسالة سامية إلى قبيلة الركيبات يحثهم فيها على مواصلة الجهاد ضد النصارى لتحرير ما تبقى من الوطن و المساهمة في تحقيق وحدة المغرب, كما نبههم جلالته من خلالها الى ما يدبره المستعمر من دسائس و مؤامرات قصد التفرقة و زرع الفتنة في صفوفهم و يؤكد المغفور له في رسالته بأن "المغرب هو وطنكم كما كان وطن أسلافكم من قبل " . فيتضح من كل ما تم الوقوف عبيه المكانة البارزة لقبيلة الركيبات سواء من خلال انتمائهم لآل البيت باعتبارهم شرفاء أدارسة أو كذلك الدور الذي قاموا به في مواجهة الإستعمار الفرنسي و الإسباني دفاعا عن حوزة هذا الوطن العزيز




هناك تعليق واحد:

  1. test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test test

    ردحذف