بعد فرض معاهدة الحماية على المغرب سنة 1912, تأزمت وضعية قبائل الصحراء لأنها فقدت بسبب الحصار الذي ضربته كل من السفن الحربية الفرنسية و الإسبانية على سواحل المغرب الجنوبية "أرسلت اسبانيا سفينتها الحربية alvaro bazan إلى سواحل المغرب الجنوبية للتعاون مع السفينة الحربية الفرنسية L.INDE لمنع رسو السفن الحربية المحملة بالسلاح للشيخ ماء العينين في ساحل طرفايا"
تلك المساعدات المادية و المعنوية التي كان يرسلها المخزن المركزي للشيخ ما العينين " حيث بعث قنصل فرنسا بالعرائش jennier رسالة إلى وزير بلاده بطنجة regnault في فبراير 1907. أخبره فيها بأن السلطان مولاي عبد العزيز قد أرسل حوالي 125 صندوق في البندقيات و 145 آخر من الذخيرة للشيخ ماء العينين."
وأصبحت هذه القبائل التي ألفت حياة التنقل و التنقل و الترحال لانتجاع المناطق الخصبة و البحث عن نقاط الماء, محرومة من التنقل إلا بعد حصولها على ترخيص سواء من السلطات الإسبانية الموجودة بمدينة الداخلة_فيلاسيسنيروس او من السلطات الفرنسية الموجودة في موريطانيا أو في السنغال. و بسبب ذلك ضاقت القبائل الصحراوية ذرعا بهذا الحصار الذي أصبح مضروبا عليها من الشمال و الجنوب و الشرق. فنظمت صفوفها و اعتمدت على أسلحتها التقليدية. و انضوت تحت حركة الشيخ احمد الهيبة ما العينين, و حاولت استخلاص مدينة مراكش من أيدي الفرنسيين, لكنها انهزمت أمام قوة الجنرال مانجان في معركة سيدي بوعثمان في 6 شتنبر 1912" بعد سيطرته على مدينة تارودانت سنة 1913, عين أحمد الهيبة الشيخ محمد بن حميدة باشا عليها, وأمره بمساعدة أتباعه للتصدي للجيوش الفرنسية.
ورغم انهزامه في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912, واصل الشيخ أحمد الهيبة جهاده ضد الجيوش الفرنسية انطلاقا من مدينة تارودانت التي احتلها سنة 1913, ولمنع اتباع الهيبة من التقدم نحو المناطق الشمالية, نهج المقيم العام الفرنسي بالمغرب الجنرال ليوطي, سياسة التآلف بين قلوب قواد الجنوب المغربي خاصة الكلاوي و المتوكي و الكندافي, للرد على ذلك هاجم الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين و أتباعه, المراكز الفرنسية الموجودة في منطقة آدار في 10 يناير 1913. وتمكن من قتل بعض الجنود الفرنسيين المكلفين بحراسة آبار منطقة لبويرات القريبة من مركز اطار.
وللرد على هذا الهجوم, جهز الحاكم العام الفرنسي بموريطانيا اليوتنان كولنيل موري , حملة عسكرية تتكون من ثلاثمائة و خمسين جنديا, استطاع بواسطتها هزم قبائل الركيبات بالقرب من إحدى آبار موريطانيا, ثم واصل هجوماته ضد أتباع الشيخ محمد الأغضف في منطقة الساقية الحمراء, فهزمهم وخرب زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة السمارة في 28 فبراير 1913, كما قامت السلطات الفرنسية بآدرار, بإلقاء القبض على أحمد ولد عايدة أمير آدرار سنة 1913, بسبب انضمامه إلى حركة أحمد الهيبة, وبذلك بعث الحاكم العام الفرنسي بإيفريقيا الغربية الكولنيل وليام بونتي رسالة إلى سكان آدرار سنة 1913, أخبرهم فيها بإلقاء القبض على أحمد ولد عايدة.
"...والسبب في ذلك كونه اتبع كلام أجلاء الطلبة الذين اعتمدوا على حداثة سنة و عدم تجربته للأمور حتى غزوه و منعوه مما فيه له المصلحة..."
وللرد على ذلك, هاجمت قبائل الركيبات و أولاد دليم خيام بعض قبائل منطقة الحوض المتحالفة مع السلطات الفرنسية سنة 1913.
وخوفا من أن تقوم قبائل وادي الذهب بهجوم ضد قبائل موريطانيا, بعث الليوتنان باتي رسالة إلى حكومته سنة 1913, يدعوها فيها إلى ضرورة الإسراع باحتلال منطقة سوس لأنها مصدر الهجومات التي تتعرض لها منطقة الحوض و أدرار. وطلب منها كذلك الضغط على السلطات الإسبانية الموجودة بالداخلة, للسماح للجنود الفرنسيين بملاحقة أتباع الهيبة داخل منطقتي الساقية الحمراء و وادي الذهب.
وبسبب الجفاف الذي أصاب منطقتي الساقية الحمراء و وادي الذهب سنة 1914, قرر قائد ركيبات الساحل محمد ولد الخليل عقد معاهدة سلم مع سلطات فرنسا بآدرار. ليتمكن هو و أتباعه من انتجاع مراعي موريطانيا الخصبة, وقد بعث ابنه إلى مركز آطار لمعرفة الشروط الفرنسية, فرحب الحاكم و ليام بونتي بالفكرة, واشترط عليه عدم المشاركة في أي هجوم ضد المراكز الفرنسية, وهكذا حل محمد ولد الخليل رفقة بعض أتباعه بمركز سان لوي الترازرة, و وجد في استقباله أحمد ولد عايدة, و أحمد سالوم الثالث أمير الترازرة, و الشيخ سيديا. ثم استسلم للجنرال بونتي في 20 ماي 1914.
كما استسلم بعض أفراد قبيلة أولاد دليم للسلطات الفرنسية بمركز آطار في نفس السنة. وتعهدوا بعدم بعدم مهاجمة مركزها مقابل ذلك منحتهم السلطات الفرنسية حرية التنقل إلى المناطق الخاضعة لها و سمحت لهم بمواصلة علاقاتهم التجارية مع مركز الداخلة.
وبعد حصوله على كميات هامة من السلاح نقلتها إليه بعض القبائل من ساحل طرفاية, اجتمع الهيبة بقواده في منطقة أسرير في يوليوز 1914, وطلب منهم جمع شتات القبائل المنتشرة بين تزنيت و الصحراء لمواجهة الجيوش الفرنسية.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914, أصبحت سواحل الصحراء المغربية مجالا لتحرك الغواصات الألمانية التي حاولت تزويد الهيبة بالسلاح و المال, لعرقلة مشاريع فرنسا التوسعية في المغرب, فأدمت فرنسا على إغلاق المفوضتين الألمانية و النمساوية بطنجة و جميع القنصليات, و اعتقلت بعض الألمانيين بدعوى القيام بأنشطة معادية لها.
أما إسبانيا فقد واصلت من جهتها نهج سياسة مسالمة مع شيوخ القبائل, بهدف احتلال المناطق التي منحتها لها اتفاقية 1912. و لتحقيق ذلك عقد أعضاء الجمعية الإسبانبة للجغرافية التجارية اجتماعا في ابريل 1913, اتفقوا فيه على إرسال بعثة بقيادة إنريك دالمونتي, إلى ساحل وادي نون سنة 1914, لدراسة إمكانية بناء مركز عسكري و منحوه مبلغ عشرين ألف بسيطة لتقديمها للحاكم العام الإسباني بوادي الذهب الليوتنان كولونيل بنس, وبعد وصوله إلى ساحل وادي نون, اجتمع دالمونتي بالشيخ الخليل بن الحبيب بن بيروك التكني, و طلب منه السماح له ببناء المركز العسكري و حث قبائله على ربط علاقات تجارية مع مركز الداخلة.
لكن الحروب القائمة بين فرنسا و أتباع الهيبة في منطقة سوس, أرغمت الحكومة الإسبانية على التريث و عدم التسرع في بناء المركز المذكور, و في سنة 1916, توصل الحاكم العام الإسباني بانس برسالة من الوزير الأول الإسباني رومانونيس, يأمره فيها بالتحرك نحو المناطق الشمالية لاحتلال ساحل طرفاية.
وخوفا من أن يتعرض مركزه بطرفاية لهجومات من طرف القبائل ربط بنس علاقات ودية مع محمد الأغضف الذي كان يقطن بمنطقة تافودارت بالساقية الحمراء.
تلك المساعدات المادية و المعنوية التي كان يرسلها المخزن المركزي للشيخ ما العينين " حيث بعث قنصل فرنسا بالعرائش jennier رسالة إلى وزير بلاده بطنجة regnault في فبراير 1907. أخبره فيها بأن السلطان مولاي عبد العزيز قد أرسل حوالي 125 صندوق في البندقيات و 145 آخر من الذخيرة للشيخ ماء العينين."
وأصبحت هذه القبائل التي ألفت حياة التنقل و التنقل و الترحال لانتجاع المناطق الخصبة و البحث عن نقاط الماء, محرومة من التنقل إلا بعد حصولها على ترخيص سواء من السلطات الإسبانية الموجودة بمدينة الداخلة_فيلاسيسنيروس او من السلطات الفرنسية الموجودة في موريطانيا أو في السنغال. و بسبب ذلك ضاقت القبائل الصحراوية ذرعا بهذا الحصار الذي أصبح مضروبا عليها من الشمال و الجنوب و الشرق. فنظمت صفوفها و اعتمدت على أسلحتها التقليدية. و انضوت تحت حركة الشيخ احمد الهيبة ما العينين, و حاولت استخلاص مدينة مراكش من أيدي الفرنسيين, لكنها انهزمت أمام قوة الجنرال مانجان في معركة سيدي بوعثمان في 6 شتنبر 1912" بعد سيطرته على مدينة تارودانت سنة 1913, عين أحمد الهيبة الشيخ محمد بن حميدة باشا عليها, وأمره بمساعدة أتباعه للتصدي للجيوش الفرنسية.
ورغم انهزامه في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912, واصل الشيخ أحمد الهيبة جهاده ضد الجيوش الفرنسية انطلاقا من مدينة تارودانت التي احتلها سنة 1913, ولمنع اتباع الهيبة من التقدم نحو المناطق الشمالية, نهج المقيم العام الفرنسي بالمغرب الجنرال ليوطي, سياسة التآلف بين قلوب قواد الجنوب المغربي خاصة الكلاوي و المتوكي و الكندافي, للرد على ذلك هاجم الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين و أتباعه, المراكز الفرنسية الموجودة في منطقة آدار في 10 يناير 1913. وتمكن من قتل بعض الجنود الفرنسيين المكلفين بحراسة آبار منطقة لبويرات القريبة من مركز اطار.
وللرد على هذا الهجوم, جهز الحاكم العام الفرنسي بموريطانيا اليوتنان كولنيل موري , حملة عسكرية تتكون من ثلاثمائة و خمسين جنديا, استطاع بواسطتها هزم قبائل الركيبات بالقرب من إحدى آبار موريطانيا, ثم واصل هجوماته ضد أتباع الشيخ محمد الأغضف في منطقة الساقية الحمراء, فهزمهم وخرب زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة السمارة في 28 فبراير 1913, كما قامت السلطات الفرنسية بآدرار, بإلقاء القبض على أحمد ولد عايدة أمير آدرار سنة 1913, بسبب انضمامه إلى حركة أحمد الهيبة, وبذلك بعث الحاكم العام الفرنسي بإيفريقيا الغربية الكولنيل وليام بونتي رسالة إلى سكان آدرار سنة 1913, أخبرهم فيها بإلقاء القبض على أحمد ولد عايدة.
"...والسبب في ذلك كونه اتبع كلام أجلاء الطلبة الذين اعتمدوا على حداثة سنة و عدم تجربته للأمور حتى غزوه و منعوه مما فيه له المصلحة..."
وللرد على ذلك, هاجمت قبائل الركيبات و أولاد دليم خيام بعض قبائل منطقة الحوض المتحالفة مع السلطات الفرنسية سنة 1913.
وخوفا من أن تقوم قبائل وادي الذهب بهجوم ضد قبائل موريطانيا, بعث الليوتنان باتي رسالة إلى حكومته سنة 1913, يدعوها فيها إلى ضرورة الإسراع باحتلال منطقة سوس لأنها مصدر الهجومات التي تتعرض لها منطقة الحوض و أدرار. وطلب منها كذلك الضغط على السلطات الإسبانية الموجودة بالداخلة, للسماح للجنود الفرنسيين بملاحقة أتباع الهيبة داخل منطقتي الساقية الحمراء و وادي الذهب.
وبسبب الجفاف الذي أصاب منطقتي الساقية الحمراء و وادي الذهب سنة 1914, قرر قائد ركيبات الساحل محمد ولد الخليل عقد معاهدة سلم مع سلطات فرنسا بآدرار. ليتمكن هو و أتباعه من انتجاع مراعي موريطانيا الخصبة, وقد بعث ابنه إلى مركز آطار لمعرفة الشروط الفرنسية, فرحب الحاكم و ليام بونتي بالفكرة, واشترط عليه عدم المشاركة في أي هجوم ضد المراكز الفرنسية, وهكذا حل محمد ولد الخليل رفقة بعض أتباعه بمركز سان لوي الترازرة, و وجد في استقباله أحمد ولد عايدة, و أحمد سالوم الثالث أمير الترازرة, و الشيخ سيديا. ثم استسلم للجنرال بونتي في 20 ماي 1914.
كما استسلم بعض أفراد قبيلة أولاد دليم للسلطات الفرنسية بمركز آطار في نفس السنة. وتعهدوا بعدم بعدم مهاجمة مركزها مقابل ذلك منحتهم السلطات الفرنسية حرية التنقل إلى المناطق الخاضعة لها و سمحت لهم بمواصلة علاقاتهم التجارية مع مركز الداخلة.
وبعد حصوله على كميات هامة من السلاح نقلتها إليه بعض القبائل من ساحل طرفاية, اجتمع الهيبة بقواده في منطقة أسرير في يوليوز 1914, وطلب منهم جمع شتات القبائل المنتشرة بين تزنيت و الصحراء لمواجهة الجيوش الفرنسية.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914, أصبحت سواحل الصحراء المغربية مجالا لتحرك الغواصات الألمانية التي حاولت تزويد الهيبة بالسلاح و المال, لعرقلة مشاريع فرنسا التوسعية في المغرب, فأدمت فرنسا على إغلاق المفوضتين الألمانية و النمساوية بطنجة و جميع القنصليات, و اعتقلت بعض الألمانيين بدعوى القيام بأنشطة معادية لها.
أما إسبانيا فقد واصلت من جهتها نهج سياسة مسالمة مع شيوخ القبائل, بهدف احتلال المناطق التي منحتها لها اتفاقية 1912. و لتحقيق ذلك عقد أعضاء الجمعية الإسبانبة للجغرافية التجارية اجتماعا في ابريل 1913, اتفقوا فيه على إرسال بعثة بقيادة إنريك دالمونتي, إلى ساحل وادي نون سنة 1914, لدراسة إمكانية بناء مركز عسكري و منحوه مبلغ عشرين ألف بسيطة لتقديمها للحاكم العام الإسباني بوادي الذهب الليوتنان كولونيل بنس, وبعد وصوله إلى ساحل وادي نون, اجتمع دالمونتي بالشيخ الخليل بن الحبيب بن بيروك التكني, و طلب منه السماح له ببناء المركز العسكري و حث قبائله على ربط علاقات تجارية مع مركز الداخلة.
لكن الحروب القائمة بين فرنسا و أتباع الهيبة في منطقة سوس, أرغمت الحكومة الإسبانية على التريث و عدم التسرع في بناء المركز المذكور, و في سنة 1916, توصل الحاكم العام الإسباني بانس برسالة من الوزير الأول الإسباني رومانونيس, يأمره فيها بالتحرك نحو المناطق الشمالية لاحتلال ساحل طرفاية.
وخوفا من أن يتعرض مركزه بطرفاية لهجومات من طرف القبائل ربط بنس علاقات ودية مع محمد الأغضف الذي كان يقطن بمنطقة تافودارت بالساقية الحمراء.