سياسة فرنسا اتجاه قبائل وادي الذهب

رغم استسلام محمد ولد الخليل سنة 1914, فقد هاجم حوالي أربعمائة و خمسين فردا من قبيلة السواعد من ركيبات الساحل مركز آدرار سنة 1916, و استولوا على قطيع هام من الإبل, فتصدى لهم اليوتنان جيمل و هزمهم في 26 دجنبر من نفس السنة و السبب في هذا الهجوم, يعود إلى المعاملة السيئة التي قوبلت بها الركيبات من طرف الحاكم الفرنسي بموريطانيا أبيسي الذي جعلهم خاضعين لسلطة أمير آدرار. خوفا من حدوث مضاعفات خطيرة أقدمت الحكومة الفرنسية على عزل أوبيسيي و تعويصه باليوتنان كولنيل كادن سنة 1917 , وحثته على نهج سياسة مرنة مع الركيبات فسن كادن سياسة جديدة أطلق عليها اسم سياسة التطويع تقوم على أساس السماح للركيبات بالعودة إلى منطقة آدرار, لاتباع مراعيها, و منحهم كذلك حرية التنقل و الاتصال بالسلطات الفرنسية دون اية وساطة من أمير آدرار, مقابل تعهدهم بعدم مهاجمة المراكز الفرنسية أو تقديم أية مساعدات لكل ثائر ضد فرنسا فقبل محمد ولد الخليل هذه الشروط, وحل بسان لوي في أكتوبر 1917.




وبسبب الجفاف الذي أصاب منطقة وادي الذهب سنة 1917, قرر أولا دليم الاستلام لسلطات فرنسا بآدرار, مقابل السماح لهم بانتجاع المراعي الخصبة هناك, فقبل كادن طلبهم و اشترط عليهم عدم المشاركة في أي هجوم ضد قبائل منطقتي الأزواد و الحوض. كما أرسلت قبائل ركيبات الشرق بعثة بقيادة السالك ولد بلال و السالك ولد الشيخ, إلى مركز آطار سنة 1917, لتوقيع معاهدة سلم مع الحاكم الفرنسي بوك, الذي اشترط عليهم دفع ضريبة سنوية مقابل السماح لهم بانتجاع المراعي.
ولمنع قبائل التهالات و أولاد لحسن و السواعد في ركيبات الساحل, من عقد أي اتصال مع باقي أتباع الهيبة في منطقة سوس, بعث الحاكم العام الفرنسي بافريقيا الغربية رسالة إلى الجنرال ليوطي في 13 شتنبر 1917, حثه فيها الفرنسي ضرورة تحريض بعض قبائل تكنة و أولاد بوسبع على مهاجمة خيام الركيبات, أما كادن فقد بعث رسالة في 20 فبراير 1918, إلى الحاكم العسكري بالجزائر الجنرال لابيرين حثه فيها على حسن معاملة ركيبات الشرق, وتضييق الخناق على التهالات و أولاد لحسن.
وتوصل الجنرال ليوطي برسالة من نائب قنصل بلاده بجزيرة لاس بالماس فيرناند سريان سنة 1918, أخبره فيها بالوساطة التي يقوم بها قائد المشاة الإسبانيين بجزر الكنارياس لنقل المساعدات الحربية الألمانية لشيخ أحمد الهيبة.
وبعد انهزام ألمانيا سنة 1918, حاولت فرنسا لستمالة بعض أبناء الشيخ ماء العينين لمساعدتها على إقناع باقي بالاستسلام لسلطاتها بموريطانيا. وللردعلى الاتهامات الفرنسية القائلة بتواطئ الحكام الإسبانيين بالصحراء مع القبائل لشن هجومات ضد المراكز الفرنسية, قررت الحكومة الإسبانية احتلال ساحل إفني سنة 1919, لكن أتباع الهيبة تصدوا للسفينة الحربية الإسبانية آنفانتا ايزابيل, ومنعوها من الرسو في ساحل إفني, و لمنع قبائل وادي الذهب من القيام بهجومات جديدة ضد المراكز الفرنسية, قرر بانس احتلال الجزء الغربي من شبه جزيرة الرأس الأبيض, ولكنه قبل ذلك قام بزيارة المركز بورت إتيان سنة 1919, بهدف وضع خطة موحدة مع الحاكم الفرنسي بموريطانيا الليوتنان كولنيل كادن. وفي 30 نونبر 1920, تمكن بانس من بناء مركز عسكري جديد في منطقة خويرة كما تمكنت الشركة التجارية الإسبانية من تأسيس شركة للصيد البحري, و لحماية هذه المراكز نصب بانس حامية عسكرية تتكون من خمسين جنديا, و خمسة ضباط يرأسهم القبطان قوزمان.